1
الدمشقيّاتُ النازلاتُ من أفقٍ سماويّ
نحو طرقاتِ المدينة
يحملن الشِّعرَ والأغنيات،
وينسينَ أسبابَ الحياةِ في حقائبِهنَّ القديمة،
ويحلمنَ بتأمّلِ وردةٍ حمراء / لدقيقة / دقيقةٍ واحدة/
تكفي ليعرفَ اللهُ أين ستسقطُ فينا القذيفة.
الدمشقيّات الصاعدات نحو غابتهنّ السرّيّة،
حافياتِ الضوءِ والماء،
يحذّرنَ الظبيَ من البنادق
ويفتحن أبوابَهنّ الخضراء
ليسرقنَ يومًا جميلًا.
2
الدمشقيّاتُ النائماتُ في القصائد
يحملنَ الأرضَ من خصرِها
ويركضن بجسديْن وطفلٍ ونباتٍ كثيرِ الجذور
نحو جهاتٍ جديدة؛
يعلّقنَ في خيامِهنّ أشياءهنّ الشخصيّة
ويمسحنَ حبالَ الغسيلِ بأعلامِنا الوطنيّة
ويبتسمنَ، بلا سبب، كلّما زدنا شهيدًا
وشهيدة.
الدمشقيّاتُ الحاضراتُ كاللهِ في يومِ الأحد
سيّداتٌ يدخلن عامَهنّ الجديد
كالحدائقِ وهي تُصْلح وقفتَها،
يكبرن ويصغرن ويكِدنَ للرجالِ أسبابَ الحمّى
في المواعيدِ العاطفيّة
ويدرّبنَ الحبّ على التمهّلِ في الاقتراب
ليكنّ حارساتِ النبع لا ظبيَهُ المهدَّدَ بالاصطياد.
3
الدمشقيّاتُ يخضنَ حروبَهنّ الشريفة
ويطلبنَ السلامَ لا لشيء/ لا لشيءٍ إلّا ليحملنَ بيدٍ سلالَ الصباح
وبأخرى ينقِّحنَ الهواءَ من زغبِ الهزيمة
ويختبئنَ من النعاسِ بأدواتِ النداء
ويلتحفنَ بالأسماء، وبشموعٍ تُضاء لغيرهنّ في أعراسٍ قريبة
ويزوّجن ليلًا آمنًا لأبوابِ الكنيسة.
4
الدمشقيّاتُ الصغيراتُ كلحظةِ البللِ الأولى،
وكانتقالِ الرغبةِ من الحسّيِّ إلى ما يشبهُ المعنى،
يقلّدنَ سربًا من الأغنيات،
وينشرنَ السنونو في ألعابهنّ اليوميّة
كأنّهنّ يدرّبنَ الواقعَ على الخيال،
ويعرّفنَ الحلمَ إلى أصحابِه بكلماتٍ ركيكة...
وينتقلنَ بخفّةِ الطيرِ بين وِديانٍ تعرفُهنّ من أقدامهنّ الصغيرة.
الدمشقيّات الكبيرات كنايةُ الخيلِ في الصحراء
ورائحةُ القهوةِ العربيّة،
عاداتُ نخلٍ يسكنُ بيننا،
وعاداتُ أرضٍ تعِدُنا بحقولٍ كثيرة؛
أحياء في ذواتٍ بلّوريّة تلمع في الصدى،
يجرّدنَ الغد من أيّامه لينقذنَ، على عجلٍ، من حولنا ضحيّة.
اسطنبول